لماذا البعض يرى المعلمين مضرب المثل في وظائف الراحة والمرتب والعمل والإجازات؟.. دعونا ندلف قليلاً إلى هذا العالم المثالي في نظر البعض، {{والمأساوي لدى المعلمين أنفسهم}}.
هناك من الآباء من يفقد السيطرة على نفسه؛ لأن لديه اثنين من الأبناء في بيته مشاكسَيْن، ولا يعلم أن المعلِّم يعيش مع المئات منهم في وقت يزيد على مكوث هذا الأب في بيته مع أبنائه.
{المعلِّم هو المربي، وهو الملقن، وهو الأب والأم أحياناً!!.}. {يعيش بين مطرقة الأمل المفقود في تطوير نفسه وأكاديميته، وسندان عمله الشاق ومهامه التراكمية}. ويتساءل البعض: لِمَ نرى في الفترة الحالية ضَعْفاً في المخرجات التعليمية وضَعْف الثقافة لدى النشء؟.. يقولون إن المعلم أحد أهم الأسباب في هذا التردي، ولا يعلمون أنه يشغل خمس وظائف في آن واحد، وهي معلم وحارس أمن فيما يسمى بالمناوبة "على البوابات" قبل وبعد الدوام، وموظف أرشيف للرصد والتصحيح، ومستخدم في مراقبة ساحات المدرسة والأدوار، ورائد أنشطة.. هذا فيما تأكد لازماً بموجب الأنظمة من قِبل وزارة التربية والتعليم في السعودية، أما ما يصاغ خلف الكواليس والدهاليز ضمن سياسة "طفشني" فحدِّث ولا حرج..!! ومن الطرائف هنا خطاب ينص على الابتسامة في وجه الطالب، وحتى المشاعر فلا بد أن تجعل ضمن نطاق المهام والصلاحيات، ويمنع الخروج أثناء الدوام والإفطار، بمعنى ليست صحة المعلم مهمة؛ وذلك لأن المعلم مع كثرة ما يوكل إليه ويُطلب منه قد تبلد حسه، وأصبح يعمل على الطاقة الشمسية.
كل العجب عندما نسمع البعض يقول أنتم أفضل من غيركم، ونسي أن إيجاد بيئة صحية للمعلم سيعود على المجتمع كله بالرقي والتطور. فمتى ما شعرنا بأن المعلم لا يستحق كل هذا الاهتمام فإننا نقلل بالتالي من الحرص على تعليم أجيالنا ورفع كفاءتهم. ويمكن أن نذكر هنا ردّ رئيسة وزراء ألمانيا على إضراب القضاة للمطالبة بالمساواة مع المعلمين في الأجور.. حيث قالت لهم: كيف أساويكم بمن علَّمكم؟
**وأعتقد هنا أن الصلاحية الوحيدة التي لم تمنح للمدير ضد المعلم هي منحه صلاحية {"تطليق زوجة المعلم}".
**شبيحة التعليم...المدير وأذنابة المنافقين**
فلو نظرنا إلى الأنظمة التي تضبط العلاقة بين الموظف ومديره فإننا نجدها واضحة ومقننة، بعكس التعليم الذي سلم فيه حاضر ومستقبل هذا المعلم لهذا المدير الفاضل؛ حيث لا توجد حقوق للمعلم إطلاقاً؛ فهو المسؤول عن الطالب مهما كان وضعه والمحاسب من قِبل إدارته مهما كانت جهوده.
والمعلم الموظف الوحيد الذي لا يشعر بالاستقلالية.. وكيف يشعر بها وهو كائن تعيش حريته تحت سقف ما تقتضيه مصلحة الطالب!! وربما يعود هذا لكثرة المعلمين في المجتمع وتشكيلهم الشريحة الأكبر، والوزارة غير قادرة على استيعابهم ومشاكلهم؛ فأصبح المدير بصلاحيات الوزير.